ماذا عن مربع الابداع و التعاون؟

مربع الإبداع: عندما تلتقي الفنون بالتعاون لصنع تحفة جماعية.

في عصر تزداد فيه الحاجة إلى الابتكار والتعلم التشاركي، تبرز فكرة "مربع الإبداع"

 كاستراتيجية تعليمية فريدة تجمع بين الفنون والعمل الجماعي. تعتمد الفكرة على تقسيم عمل فني كبير

 إلى أجزاء صغيرة (مربعات) يتولى كل طالب تنفيذ جزء منها، ثم تجميعها لصنع عمل متكامل. 

هذه الطريقة ليست مجرد نشاط فني، بل هي نموذج تربوي مدعوم بالأبحاث

 التي تؤكد فوائدها في تنمية الإبداع والتعاون. 

دعونا نستعرض هذه الفكرة عبر عدسة الدراسات العلمية والتجارب العملية.

1. الفكرة: تقسيم العمل إلى مربعات... لماذا؟.

تعتمد فكرة التقسيم إلى مربعات على مبدأ "التعليم القائم على الصنع" (Maker Education)، 

الذي يشجع الطلاب على تصميم منتجات ملموسة عبر التعاون .

 عند تقسيم العمل الفني إلى أجزاء صغيرة، يصبح كل طالب مسؤولًا عن جزء يُظهر فيه إبداعه الفردي، 

لكن ضمن إطار جماعي يفرض التناغم. هذا النهج يعكس نظرية "المعارف الجماعية"،

 التي تشير إلى أن التعاون يولد معارف جديدة تفوق مجموع المعارف الفردية .  

الدليل العلمي:  

أظهرت دراسة أجرتها جامعة الخليل أن العمل الجماعي المُنظم يعزز الإبداع ويرفع الميزة التنافسية، 

خاصة عندما يُوزَّع العمل على أفراد ذوي مهارات متنوعة . 

كما أكدت أبحاث في مجال التربية الفنية أن تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة يقلل من ضغط التعقيد 

ويسهل مشاركة الطلاب بمختلف مستوياتهم .

2. الفوائد التربوية: أكثر من مجرد لوحة فنية.

أ. تعزيز التعاون وإدارة الاختلافات.

عندما يعمل الطلاب على مربعات منفصلة، يتعلمون التنسيق لتوحيد الألوان والتصميم. 

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "بحوث اقتصادية إدارية"، 

فإن التعاون في المشاريع الفنية الجماعية يحسّن مهارات التواصل بنسبة 40%، 

ويقلل الصراعات بين الأفراد .  

ب. تنمية الإبداع الفردي والجماعي.

يسمح التقسيم لكل طالب بالتركيز على تفاصيل جزء صغير، مما يحرر طاقته الإبداعية دون تشتيت. 

لكن التحدي الحقيقي يكمن في دمج هذه الأجزاء المتنوعة في عمل واحد. 

هنا تُطبَّق نظرية "الصراع الاجتماعي المعرفي"، حيث يؤدي تفاعل الآراء المتباينة

 إلى توليد حلول إبداعية غير متوقعة .  

ج. دمج الفروق الفردية.

تختفي الفروق في المهارات عند دمج الأجزاء في عمل واحد، مما يعزز ثقة الطلاب الأقل مهارة. 

وجدت دراسة في القطاع الصناعي أن الأعمال الجماعية ترفع معنويات الفريق 

وتجعل الإنجازات الفردية جزءًا من نجاح جماعي .  

3. خطوات التنفيذ: من التصميم إلى العرض.

1. التصميم المشترك: يحدد الطلاب أو المعلم التصميم العام، مع مراعاة تناسب المهارات مع المهام.  

2.التقسيم الذكي: يُقطع التصميم إلى مربعات متساوية، مع تخصيص كل منها لطالب أو مجموعة صغيرة .  

3. توزيع الأدوار: يُحدد دور كل طالب بناءً على مواهبه (مثل التلوين، التشكيل بالعجين، إلخ) .  

4. التنفيذ التفاعلي: يُشجع الطلاب على التشاور لضمان تناسق الألوان والأنماط أثناء التنفيذ.  

5. التجميع والعرض: يُجمع العمل النهائي ويعرض في معرض مدرسي، مما يعزز الإحساس بالإنجاز الجماعي .  

4. الدعم البحثي: لماذا تُجدي هذه الاستراتيجية؟.

- دراسة حالة من الجزائر: أظهرت تجربة في مؤسسة صناعية

 أن تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة مع تعزيز التعاون زاد من إنتاجية الفريق بنسبة 30% .  

-نهج STEAM: تربط الاستراتيجية بين الفنون والعلوم، 

حيث يستخدم الطلاب مفاهيم رياضية (مثل التناظر) لتصميم المربعات، مما يعمق فهمهم للمواد الدراسية . 

- بيانات من فلسطين: كشفت دراسة في جامعة الخليل

 أن المؤسسات التي تعتمد العمل الجماعي المنظم سجلت ارتفاعًا

 في "الطلاقة الإبداعية" بنسبة 25% مقارنة بغيرها .  

 الخاتمة: نحو تعليم أكثر إبداعًا

مربع الإبداع ليس مجرد نشاط فني، بل هو نموذج تعليمي يُعيد تعريف العمل الجماعي. 

من خلال دمج الفنون بالتعاون، يصنع الطلاب تحفًا فنية تعكس قوة التنوع، 

بينما يبنون مهارات أساسية مثل التفاوض وحل المشكلات. 

كما قال الباحث سلطاني محمد رشدي: "المعارف الجماعية هي الوقود الحقيقي للابتكار" . 

لنجعل من كل مربع مساحةً لإبداع فردي، ولنحول كل عمل جماعي إلى لوحة تُلخص جمال التعاون!  

---  

لمزيد من التفاصيل، يمكن الرجوع إلى الدراسات المذكورة في [المصادر].